يستمر سعر البيتكوين هبوطه الحاد في ذروة همسات البنك الإحتياطي الأمريكي بتقليص حوافزه المالية للإقتصاد الأمريكي والضغط المستمر من الحكومة الصينية على الشركات والأفراد التي تدير مناجم الكريبتو التي تشغل شبكة البيتكوين.
إنخفض سعر البيتكوين (ومعه أسعار باقي العملات الرقمية في أسواق الكربتو) إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوع في الوقت الذي يهضم به المتداولون إحتمالات تحول سياسة الولايات المتحدة النقدية السخية للإقتصاد وإستمرار تشديد القوانين والأنظمة الخاصة بالعملات الرقمية في الصين.
في تمام الساعة ٨ مساءا بتوقيت جرينتش من يوم الإثنين الموافق ٧ حزيران بدأ سعر أشهر وأكبر عملة رقمية بالإنخفاض من ٣٥ ألف دولار إلى سعر أدنى حول ٣٣ ألف دولار (-٨٪).
كانت هذه الحركة السعرية أكبر خسارة يومية منفردة للمتداولين والمضاربين بحوالي ٦٫٢٪. هذا أكبر هبوط سعري منذ ٢٨ أيار. سبب الهبوط ضغوط بيع مدفوعة بتلاشي معنويات المستثمرين الصعودية في الأيام الماضية.
ضغوط صينية على أسواق العملات الرقمية ومناجم تعدينها
يشير البعض إلى الضغط المستمر من الصين بشأن عمليات تعدين العملات الرقمية المشفرة والإتجار بها. حيث قامت الصين بحظر حسابات قادة رأي رئيسسين في مجال العملات الرقمية.
يقول جيهان تشو، الشريك الإداري في إحدى شركات إستثمار العملات الرقمية في هونج كونج بأن “الصين تواصل الضغط على قطاع العملات الرقمية (الكربتو) وشركات تعدين العملات الرقمية من خلال إيقاف حسابات العديد من قادة الرأي الخاص بالعملات الرقمية في أكبر منصة تواصل إجتماعي شهيرة في الصين والمسماة (ويبو)”. ويضيف بأن ذلك “يشير إلى شد الخناق على أسواق ومجتمعات الكريبتو في أراضي الصين”.
توترات شديدة قصيرة الأمد في الأسواق المالية العالمية
بنفس الوقت، كانت الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم تتداول الأوراق المالية والسندات على أرضية متزعزة وغير مستقرة حيث كان، ولا زال، المستثمرون والمتداولون يترقبون إحتمالية إقدام البنك الإحتياطي الأمريكي على التراجع عن برنامج دعم الإقتصاد الأمريكي من خلال برنامج التسهيل-الكمي المعزز للسيولة في الإقتصاد الأمريكي. مع أن بعض الجهات، ومن ضمنها صندوق التحوط الإستثماري سكاي-بريدج ذو الأصول ال ٧٫٥ مليار والذي يملك أكثر من ٣١٠ مليون دولار من البيتكوين، تقول بأن تقليص السياسة الأمريكية النقدية والتراجع عن التسهيل-الكمي من غير المرجح له أن يؤثر على أسعار وأسواق العملات الرقميو والذهب على المدى المتوسط، بحجة أن فئات الأصول هذه تتمتع بالمرونة والممانعة القوية للهبوط السعري.
من جهة أخرى، قال بنك دوتشيه، أكبر بنك ألماني، بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون على أبواب أحد أسوأ فترات التضخم في التاريخ في ظل الإنفاق الحكومي والسياسة النقدية المتساهلة اللذان يمكن لهما أن يحفزان لخلق ظروف شوهدت اخر مرة في أربعينات وسبعينات القرن الماضي.
وقال تشو: “في حين أن أساسيات أسواق المال والعملات طويلة الأجل لا تزال سليمة، فإن السياسة النقدية وسياسة الإقتصاد الكلي الأمريكية تسبب توترات قصيرة الأجل في الأسواق “. من الواضح بأن بعض المستثمرين يفرغون بعض إستثماراتهم على أمل الخول إلى السوق عند أسعلر منخفضة أكثر مع زيادة وضوح السياسة النقدية والمالية الأمريكية في الأسابيع والأشهر القادمة، حسبما أضاف الشريك الإداري تشو.
بالإضافة للبيتكوين، فقد تم تداول العملات الرقمية الأخرى باللون الأحمر. حيث إنخفضت العملات الرقمية التي تحتل المراكز العشرة الأولى من حيث القسمة السوقية بين ٧٫٣٪ و ١٢٫٩٪ خلال ال ٢٤ ساعة الماضية. كانتا بوكو-دوت وأكس-أر-بي الأكثر تضررا بإنخفاض ١٢٫٩٣٪ و ١١٫٣٩٪ على التوالي.